مجموعة من المكونات الغريبة بعضها مستورد من أماكن بعيدة مثل جنوب شرق آسيا، استخدمها المصريون القدماء لتحنيط موتاهم، نجح فريق عمل من الباحثين الألمان بالتعاون مع المركز القومي للبحوث بالقاهرة بالتوصل الى بعض من أسرار عملية التحنيط عند المصري القديم والمواد المستخدمة بها، من خلال تحليل البقايا العضوية التي عُثر عليها داخل الأواني الفخارية المكتشفة بورشة تحنيط يتخطى عمرها 2500 عام، كانت قد اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية في سقارة عام 2018 ضمن مشروع مقابر العصر الصاوي.
عثرت البعثة على أسماء البقايا العضوية المستخدمة خلال عملية التحنيط مكتوبة باللغة المصرية القديمة على سطح الأواني الفخارية بالإضافة الى أسماء أعضاء وأجزاء من جسد المتوفي، والتي استخدمت بها تلك المواد العضوية أثناء مراحل عملية التحنيط. كشفت رئيسة البعثة الدكتورة سوزانا بيك عن مادة “عنتيو” التي استخدمت بكثرة في وصف عمليات التحنيط، وكانت تترجم سابقاً على أنها مادة الصمغ العطري، لكن نتائج الدراسة الحديثة أظهرت أنها عبارة عن خليط من زيت خشب الأرز وزيت العرعر (السرو) ودهون حيوانية.
وكشفت الدراسة أيضاً أنه تم استيراد عدد من المواد المستخدمة في عملية التحنيط من الخارج مثل منطقة البحر المتوسط والغابات الاستوائية المطيرة وجنوب شرق آسيا، الأمر الذي يشير الى وجود صلات وتواصل بين تلك المناطق في تلك الفترة المبكرة. تمت الدراسة عن طريق استخدام تقنية كروماتوغرافيا الغاز وقياس الطيف الكتلي للمواد المكتشفة ونشرت نتائجها بمجلة نيتشر العلمية.
