خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، عصفت تجارة الأزياء بحياة ملايين الطيور، إذ درجت صيحة عصرية في عالم الموضة تطلبت اصطياد الطيور ذات الألوان الزاهية بكثافة غير مسبوقة، إنها صناعة القبعات ومعاطف الريش. تألفت القبعة الواحدة من رأس الطائر وريشه فأصبح ارتداؤها مرادفاً للترف والثراء.
أضحت لندن مركزاً رئيساً لهذه التجارة المربحة، وبحلول عام 1900 تعرض نحو 5 ملايين طائر للقتل سنوياً، وبلغت قيمة التجارة 20 مليون جنيه إسترليني سنوياً. وخلال الفترة من 1899 حتى 1920 بلغت صادرات أميركا الجنوبية من ريش الطيور البائسة نحو 15 ألف كيلوغرام سنوياً، كان في مقدمة الضحايا، طائر البلشون الثلجي، البلشون العظيم، ببغاء كارولينا.
وكادت مذابح الطيور المستمرة أن تنتهي بانقراض أواع عديدة منها، حتى دعت "إميلي ويليامسو" في أواخر القرن التاسع عشر السيدات الى وقف ارتداء الأزياء والقبعات المصنوعة من الريش، وأسست جمعية حماية الطيور التي ناضلت لسنوات طويلة من أجل وقف سفك دماء الطيور ومنع قتلها.