هل تساءلت يوماً لماذا لا تطبع الدول الفقيرة المزيد من المال للتخلص من فقرها وديونها؟
رغم أن الأمر يبدو سهلاً وبسيطاً إلا أن نهايته قد تكون كارثية. خلال العشرينيات طبعت ألمانيا الكثير من النقود لدرجة أن المال أصبح بلا قيمة حتى أن الأطفال استخدموه لصنع الطائرات الورقية، كانت الأموال مكدسة في عربات اليد عام 1923 ويقال إن الناس كانوا يسرقون تلك العربات ويتركون المال، وتسمى هذه الحالة “التضخم المفرط”، أدى ذلك التضخم الى انهيار اقتصاد ألمانيا وعدم استقرارها سياسياً.
وفي عام 2007 حاولت زيمبابوي تنمية اقتصادها بطباعة المزيد من الأموال، فارتفعت الأسعار بما نسبته 231,000,000% في عام واحد فقط، أي إن الحلوى التي كان سعرها دولاراً زيمبابوياً واحداً أصبح سعرها 231 مليون دولار زيمبابوي في العام التالي.
فطباعة المزيد من الأموال لا يزيد الإنتاج الاقتصادي بأي شكل من الأشكال، بل يسبب التضخم فقط. أما إذا حاولت الدولة عدم رفع الأسعار ستنفد السلع من المتاجر بسبب زيادة الإقبال على كميات محدودة منها، وهذا ما حدث في فنزويلا عام 2015 حين سنّت قوانين للحفاظ على سعر منخفض للسلع الضرورية كالغذاء والدواء، كانت النتيجة نفاد هذه المنتجات من المتاجر والصيدليات.
فكيف يمكن للدول أن تصبح أكثر ثراءً إذاً؟ أولاً عليها الموازنة بين هذه المعادلة وهي المزيد من المال مقابل المزيد من الإنتاج والشراء، بالإضافة الى سرعة تداول النقود حتى لا تتسبب في “ركود اقتصادي”.
باختصار القليل من المال يجعل الأسعار تنخفض (الركود) وهو أمر سيء، والمزيد من الأموال دون إنتاج يجعل الأسعار ترتفع (التضخم) وهو أمر أسوأ. ربما يفسر ذلك سبب تسمية الاقتصاد بـ”العلم الكئيب”.