ساهم معنا
ما الفرق بين الخث والفحم؟
هناك اختلاف بين الخث والفحم، بالخُث ليس كالفحم تماماً، ولمعرفة الفرق بينهما لا بد من معرفة كيفية تكوّن الفحم. عندما تقطع الأشجار والنباتات القديمة في غابة مستنقعية ما، ذات مناخ دافئ ورطب، وتبقى معرضة لأشعة الشمس، فإن البكتريا تتفاعل مع هذه البقايا. فأشعة الشمس تطرد الغازات منها عن طريق التبخر والذي يبقى مزيج من الكربون، ومع مرور الوقت يترسب الطين والوحل عليه فيصبح متماسكاً بفعل ثقل الطين عليه، ويتخلص من السوائل أيضاً، فالذي يبقى عبارة عن كتلة كالعجين تقسو ببطء متحولة الى فحم. هذه العملية تستغرق وقتاً طويلا من آلاف السنين، والمرحلة الأولى من تكوّن الفحم يمكن أن تُرى، فهي تحدث اليوم في مستنقع “جريت ديسمال” بفرجينيا وفي شمال كارولينا والولايات المتحدة الشمالية في أمريكا وكندا وذلك في عدد من المستنقعات. فالبداية تكون عندما تتعفن النباتات في المستنقعات وخلال عملية التعفن هذه يبقى الكربون في مكانه عدداً من السنين، وتتحول فيما بعد الى كتلة متلبدة من الأغصان والفروع والأوراق، وهذا يُعرف بالخُث. وبعد أن يجف الماء من المستنقع الخاضع للعملية، يُقطع الخث الى مجموعات تنشر في الهواء لتجف، ويستعمل بعد ذلك في الاحتراق كوقود. وعملية الجفاف هذه مهمة بالنسبة للخث في الأرض، إذ أنه يحتوي على ثلاثة أرباعه ماء بمعظم المزارع في إيرلندا تعتمد على الخث في الوقود، إذ أن الفحم مرتفع الثمن. وهناك أشكال أخرى للفحم، تتطور من الخث، فإذا ما ترك الخث حيث تشّكل فإنه يتحول تدريجيا الى الليجنت أو الفحم البني، وهو أكثر صلابة من الفحم. ويبقى ليناً حتى يتفتت إذا ما نقل في البواخر لمسافات طويلة. والشكل الآخر للفحم هو الفحم الزفتي أو “القاري” أو الفحم اللين، ويصنع من اللجنت بوساطة تغيير كيميائي وضغط في الأرض منذ آلاف السنين، وهذا هو أهم نوع في عائلة الفحم فهو يحترق بسهولة ومتوفر بكثرة. وإذا وجد الفحم الزفتي في الأرض، وتعرض لضغط كافٍ فإنه يتحول تدريجياً الى فحم صلب أو فحم الانتراسيت، وعندما يحترق يطلق كمية قليلة من الدخان لفترة تكون أطول من احتراق الزفتي.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة