ما إن تصبح صغار البطريق قادرة على الرحيل، حتى يعود أفراد المستعمرة إلى البحر، يحدوهم الفرح الغامر، لأن ذلك يعني توفر الطعام حتى التخمة، والطعام الأساسي لطائر البطريق يتألف من الحيوانات القشرية الصغيرة، ولاريب أنه على الذكور تزويد أفراد الأسرة بالطعام طوال الوقت، وفي بعض الأوقات تكتظ حويصلات البطارقة بالطعام، حتى تغدو عاجزة عن السير، ولا تستطيع التقدم إلا بالزحف على بطونها فوق الجليد ، أما الصغار فتتغذى على ما ترجعه أمهاتها من حويصلاتها من طعام شبه مهضوم مع بدء الاسبوع الثاني من حياتها تكون الصغار قد كبرت بشكل ملحوظ، وتصبح من النهم بمكان فلا يكفيها ما ترجعه لها أمهاتها من حويصلاتها وفى هذه المرحلة يقود كل زوجين من البطارقة أسرتهما إلى ملجا، حيث تساق الفراخ معاً في مجموعات كبيرة، حتى إذا كان بعض الآباء يجمع الطعام فإن الأخرى تكون على أهبة الاستعداد، ولا تنقطع حماية الكبار للصغار أبداً وفي نهاية الشهر الأول من عمر الفراخ أو ما يزيد على الشهر، تفقد زغبها وتكتسب أول ريش لها، وفى نفس الوقت تسلك سبيلها ببطء إلى حافة الماء لتتعلم السباحة بينما تحيط بها الكبار لتعاونها في تدريبها وتراقب.