ساهم معنا

الرجل ذو القناع الحديدي!

في سجن الباستيل الشهير بفرنسا، وبالتحديد في إحدى الليالي الباردة من سنة 1703 عاد سجين يرتدي قناعاً الى زنزانته، اشتكى من أنه لا يشعر بصحة جيدة، رقد في سريره ومات، وبعد وفاته اتُخذت إجراءات غير عادية للتأكد من موته، ولضمان أن هويته بقيت سراً لا يعرفه سوى بضعة رجال، لذا تم إحراق كل الأدوات التي كان يستعملها في السجن، كما تم تنظيف ودهان جدران الزنزانة التي كان يقيم بها للتأكد من أنه لم يترك عليها أي رسالة، وذلك تم تبديل أرضية الزنزانة. بدأت قصه هذا السجين في سجن الباستيل عندما أُجبر على لبس قناع حديدي خلال فترة سجنه الطويلة، كما أبلغ أن الموت ينتظره إذا حاول رفع القناع أو الإفصاح عن شخصيته بأي طريقة، وبدأت الأساطير تحاك حوله في فرنسا ثم في أنحاء العالم حتى عرفه الناس بالرجل ذي القناع الحديدي. اتخذت إجراءات صارمة لمنع أي إنسان من الاتصال بهذا السجين داخل السجن، وكان دائماً تحت رعاية السيد "دو سان مار" مدير السجن حيث منعه من الاختلاط بباقي زملائه السجناء، وكانت الأوامر الموجهة الى سجّانه بأن يتم قتله فوراً إذا تحدث في أي موضوع غير احتياجاته الشخصية، كما لم يُدرج اسمه في لائحة السجناء، وخلال ثلاثين عاماً لم يراسله أحد وكان يشار إليه في المراسلات برمز "السجين الذي أُرسل هنا" والعجيب أنه كان يعامل معاملة خاصة، حيث كان الملك بنفسه وبعض الوزراء يسألون عن صحته، كما كان طعامه وملبسه والأثاث الموجود في زنزانته من أفخر الأنواع. المعلومات المتوفرة عن الرجل "ذي القناع الحديدي" وعن أسباب سجنه تكاد تكون معدومة خاصة أنه سُجن في سجن منفرد، هو أكثر سجون فرنا سرية. في بداية الثورة الفرنسية كان هناك بعض الآثار التي كان من الممكن أن تساعد على حل هذا اللغز، لكن هذه الوثائق ضاعت في حالة الفوضى الرهيبة التي اجتاحت فرنسا في تلك الفترة لتبقى الحقيقة مفقودة لا يعرفها أحد، ويظل لغزاً غامضاً يتحدى المؤرخين خاصة والناس عامة.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة