في عام 1681، دخل سجن الباستيل الرهيب في فرنسا، رجل تحيط به حراسة مشدّدة، ثم أسرع سجانوه بوضع قناع حديدي فوق وجهه، بحيث لا يستطيع أحد رؤيته أو معرفة شخصيته، وظل ذو القناع الحديدي في السجن، حتى موته عام 1703. وكان من الطبيعي أن تنتشر الأخبار والإشاعات حول هذا الموضوع .. بين من يقول أنه كان الشقيق التوأم لملك فرنسا في ذلك الحين، وأراد الخلاص منه بهذه ذلك الحين، وأراد الخلاص منه بهذه الطريقة. وتحرك خيال الأدباء لكتابة القصص والروايات أشهرها رواية "ذو القناع الحديدي" للأديب الفرنسي الشهير الكسندر ديماس. ثم شاء القدر أن تظهر خفايا هذا الموضوع، بالعثور على خطاب في خزينة ملك فرنسا، كتبه وزير الحرب له في ذلك الحين، وبعد فك شفرة هذا الخطاب عرف العالم ولأول مرة، من هو الرجل ذو القناع الحديدي، حيث تبين أنه جنرال فرنسي اسمه "فيفين دي بولندا"، القائد العام للقوات الفرنسية المرابطة قرب الحدود الإيطالية الفرنسية. اتهم بالجبن، لتركه قواته عند إحساسه بقرب هجوم القوات النمساوية المعادية، لذلك أصدر الملك أمراً بسجن هذا الجنرال، وأن يوضع على وجهه قناع حديدي يخفي شخصيته، حتى لا تنتشر فضيحة هروب جنرال فرنسي من ساحة المعركة.