يتمتع الفلين بميزات كثيرة، تجعلنا نعتمد عليه في استخدامات هائلة في حياتنا اليومية، لا بد أنكم جميعاً شاهدتم تلك الأقراص الملونة المصنوعة منه التي توضع تحت الأواني الساخنة، لتحمي الموائد الزجاجية أو الخشبية من الحرارة، ولا شك أنكم رأيتم زجاجات بسدادات مصنوعة من تلك المادة.
يوجد الفلين في لحاء معظم الأشجار، لكن لحاء أشجار البلوط أغنى به من غيرها، ولذلك فتلك الأشجار هي المصدر الرئيسي الذي يحصل منه على نوع جيد وكمية وفيرة، ولا بد أن تبلغ شجرة البلوط عشرين عاماً من عمرها قبل أن يقطع منها اللحاء، فإذا تم ذلك بحرص نمت طبقة جديدة من الفلين يمكن الحصول عليها بعد حوالي ثماني سنوات أخرى.
تعطي الشجرة الواحدة كمية من اللحاء الخام، تبلغ من 200 الى 300 رطل، وقد تعطي الشجرة الضخمة ما هو أكثر من ذلك في المرة الواحدة، وللحصول على الفلين ناعماً ونظيفاً، لا بد أن يغلي اللحاء جيداً في الماء، ثم تزال الطبقة الخارجية عنه، ويقطع بعد ذلك حسب استخداماته المختلفة، أما أعظم مميزاته فهي أنه موصل ردئ للحرارة، ولذلك يوضع خلال جدران الثلاجات، وغرف التبريد، ومبردات المياه، ويستعين به المستكشفون في المناطق الحار فيضعونه داخل خوذاتهم كبطانة، كما أنه يدخل في الصناعات الخاصة بدهان الأرضيات والجدران في المنازل. وبالإضافة الى ذلك، هناك مميزات أخرى، فهو خفيف الوزن جداً وعازل للماء، ولذلك يدخل - أساساً - في صناعة أطواق النجاة، وسدادات الأواني الزجاجية. تنتشر زرعة الأشجار التي يستخرج منها الفلين في البرتغال وأسبانيا، وهناك يوجد أكثر من نصف إنتاج العالم منه.
