ماري كوري هي التي اكتشفت "الراديوم" العنصر النادر، إنها العالمة البولندية الشهيرة التي كان لها اهتمام كبير بالمواد المشعة، ولدت ماري كوري عام 1867 في أسرة فقيرة، وكانت أصغر إخوتها، توفيت أمها وأختها الكبرى وهي بعد في العاشرة من عمرها، ورغم ذلك أظهرت ماري تفوقاً دراسياً، وحصلت على ميدالية ذهبية كمكافأة عندما أنهت دراستها الثانوية، عملت ماري معلمة خاصة تعطي دروساً لأبناء الأسر الغنية، لتساعد أختها على الالتحاق بالجامعة، كانت ماري قد بلغت الرابعة والعشرين من عمرها، عندما تخرجت أختها طبيبة، وتزوجت وسافرت الى فرنسا، بعدها لحقت بهما ماري لتكمل دراستها في جامعة السوربون.
شغفت ماري بالعلم، وصرفت كل اهتمامها ووقتها إليه، بعد ذلك تزوجت العالم الفرنسي بيير كوري، وأنجبت منه ابنتين، وكان زوجها يبذل جلّ جهده لمساعدتها في اكتشاف العنصر الذي تصدر عنه الأشعة العجيبة التي لاحظتها تصدر عن صخور معينة، وأجرت التجارب تلو التجارب، وزوجها يعاونها، وبعد أربع سنوات في إحدى ليالي الشتاء لاحظا توهجاً صغيراً في معمل التجارب، وكان صادراً عن إحدى الصخور الخاضعة للتجربة، وكان هذا هو عنصر الراديوم، الذي يدخل في عديد من الأغراض الصناعية والطبية.
حظيت ماري وزوجها بتكريم من الهيئات العلمية، وتقدير الناس، بعد ذلك بعامين توفي زوجها على إثر حادث تصادم، فما لبثت أن حلت محله في التدريس في الجامعة. وقد حظيت ماري بتقدير الجهات العلمية في الولايات المتحدة، عندما زارت أمريكا، حتى أنهم أهدوا لها قطعة من "الراديوم" تبلغ قيمتها مائة ألف جنيه، لم تتوقف ماري عن العمل في حقل تجاربها العلمية حتى توفيت، وهي في السابعة والستين من عمرها.