الحرب الهجينة هي حرب بلا بارود يمكنها إسقاط دول! تعتمد في الأساس على الحاجة الماسة الى التكنولوجيا. الإسم يرتبط بمصطلح "الخدعة" المعروف منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وينسب الى الفيلسوف والجنرال الصيني "سون تزو"، الذي اشتهر بشعار "إخضاع العدو دون قتال". أما المفهوم الحديث للحرب الهجينة فقد شاع عام 2007، بفضل دراسة أعدها "فرانك هوفمان" الجندي السابق في البحرية الأمريكية، وبنى فكرته بعد تحليل ما سماها الصراعات الفوضوية في العراق وأفغانستان حيث تغيرت التكتيكات وكان الخط الفاصل بين المدنيين والمقاتلين مشوشاً. خلال العقدين الماضيين أصبحت الحرب الهجينة جزءاً من استراتيجيات الحروب تستند الى تعزيز القوة العسكرية بوسائل أخرى غير حربية منها شن هجمات إلكترونية وممارسة التضليل، أو الضغوط الاقتصادية واستخدام القوات بالوكالة أو بث دعاية إعلامية موجهة لإضعاف رواية الطرف الآخر. التكنولوجيا تعد الأداة الأهم في الحرب الهجينة، فمن خلالها يمكن تمرير المعلومات المضللة أو جمع المعلومات التي تسهل الهجمات السيبرانية، ومن أهم الأمثلة الحديثة حرب أوكرانيا في 2014 حين اتهمت روسيا بممارسة خدعة غير مسبوقة لضم القرم، إذ استخدمت قوات خاصة عُرفت بـ "الرجال الخضر الصغار"، تمردوا على السلطات الأوكرانية بزعم أنهم مواطنون محليون وسيطروا على شبه جزيرة القرم قبل كشف أمرهم، تكررت هذه الممارسات في الحرب على أوكرانيا عام 2022 إذ سبق الهجوم العسكري اختراقات سيبرانية لمنشآت حكومية أوكرانية.