ساهم معنا
سياسة الأرض المحروقة
سياسة الأرض المحروقة هي تكتيك عسكري يتم فيه تدمير كل شيء، يمكن أن يستخدمه العدو لشن الحرب ويشمل تدمير المحاصيل والمواشي والأبنية والبنى التحتية كالمطارات والجسور والطرق، وهي سياسة يمكن أن يطبقها الجيش المتقدم في الأرض التي هاجمها لسحق المقاومة وإضعاف الجيش المتصدي له، لكي لا يبقى له فرصة في استخدام أي شيء يمك استخدامه عسكرياً ليساعده على الصمود، وقد يقوم بذلك ايضاً جيش الدولة التي تم غزوها عندما يتراجع أمام القوات الغازية. ويعود استخدام المصطلح بالإنجليزية لأول مرة عام 1937 في تقرير حول الحرب الصينية اليابانية التي وقعت ذات العام وانتهت عام 1945، ويعتقد أنها جاءت كترجمة من كلمة "جاوتو جانشي"، فوقتها أحرق الصينيون الذين تراجعوا أمام القوات اليابانية المحاصيل وأفرغوا المدن من كل ما يمكن أن يدعم تقدم اليابانيين، هذا من ناحية تاريخ المصطلح لغوياً. لكن سياسة الأرض المحروقة تعود لما قبل التاريخ، استخدمها القادة العسكريون في حروب الحضارة المصرية القديمة ومثلهم القادة في حضارة بلاد الرافدين، فحرقوا حقول وبساتين أعدائهم لإجبار المحاصرين على الاختيار بين الاستسلام أو الجوع، ومثلهم فعلت إسبارطة مع أثينا في الحرب البيلوبونيسية بين الأعوام 431 و 404 قبل الميلاد، فوقتها دمرت إسبارطة محاصيل وبساتين وكروم عنب الأثينيين أثناء حصارهم لأثينا في اليونان القديمة، في محاولة منهم لتجويع الأثينيين ليعلنوا استسلامهم. ويعتبر القصف المكثف في أرض المعركة أو ما يعرف عسكرياً بـ"قصف السجادة" شكلاً من أشكال سياسة الأرض المحروقة، فخلال الحرب العالمية الثانية قام طرفي الحرب الحلفاء بقيادة بريطانيا والمحور بقيادة ألمانيا بتبادل القصف الجوي المكثف بوابل من القنابل والقذائف على المدن في محاول لمحو المدن وخاصة مراكز التصنيع العسكري من الوجود، ولكن رافق ذلك مقتل آلاف الأبرياء وتدمير المباني السكنية للمدنيين والمدارس والكنائس.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة