ساهم معنا
ما هي سياسة “خلق الردع”؟
استراتيجية دفاعية لإخافة الخصم ومنعه من شن هجوم، تلجأ إليها الدول للحفاظ على الإستقرار وتجنب اشتعال الحروب. ما هي سياسة "خلق الردع"؟ مصطلح مشهور في علوم العلاقات الدولية والسياسة العسكرية، استخدم أول مرة في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وتبلور بمفهوم علمي وأكاديمي مع فوضى انتشار الأسلحة النووية. الفكرة تقوم على بناء قوة دفاعية ظاهرة للعلن، لرزع فكرة لدى الخصم بأنه سيدفع ثمناً باهظاً إذا شن أي هجوم. في ستينيات القرن الماضي تطوّرت الفكرة بعد ظهور نظرية الردع، التي فصّلها البروفيسور الأمريكي "توماس شيلينج" في كتابه "استراتيجية الصراع"، وخلص فيه الى أن "القوة هي أفضل علاج للقوة". الولايات المتحدة تعد من أكثر الدول التي تحافظ على استراتيجية الردع؛ بتنويع انتشار أسلحتها النووية والرد الفوري على أي هجوم. وتنتهج روسيا سياسة مماثلة من خلال التلويح بالنووي عند أي تهديد. وتتبنى الصين استراتيجية الردع في صراعها مع تايوان وبحر الصين الجنوبي. أما إسرائيل فتتلخص سياستها في الردع بالحرص على التفوق العسكري في محيطها. وتلجأ إيران الى استراتيجية تنويع وسائل الردع العسكرية؛ أبرزها البرنامج النووي الذي يمثل أهم عامل ردع رغم إعلانها أنه للأغراض السلمية، وامتلاكها ترسانة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ الباليستية، وتوسيع نفوذها من خلال دعم جماعات مسلحة في عدة دول في الشرق الأوسط، وتطوير القدرات السيبرانية والحرب الإلكترونية والدفاعات الجوية والبحرية. وتقاس قوة سياسة الردع لدولة ما من نتائجها الداخلية والخارجية. ففي إيران مثلاً لم ينجح البرنامج النووي في منع العقوبات الغربية التي أدت إلى إضعاف الاقتصاد الإيراني كثيراً، ما أجبر طهران على الدخول في مفاوضات وتقديم تنازلات.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة