ساهم معنا
شياطين تسمانيا .. المتذمرة الغاضبة
شياطين تسمانيا متقلبة المزاج، متذمرة، سريعة الغضب. لم تكتسب اسمها من طباعها الحادة فحسب بل بسبب مظهرها الشرس أيضاً، لها طبقة من الفراء البني الخشن أو الأسود ومظهر ممتلئ مثل دب صغير، لديها أرجل أمامية طويلة وأخرى خلفية قصيرة تمنحها مشية ثقيلة تشبه حركة الخنزير، يضم فمها أسناناً حادة وفكاً قوياً يوّلد واحدة من أقوى العضات في مملكة الثدييات. يبلغ طولها 76 سنتيمتراً وتزن نحو 12 كيلوغراماً، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن النفس أو البحث عن شريكة فإنها تدخل في موجة من الغضب والقتال العنيف. تغدو شرهة للغاية عندما تجد طعامها من الجيف، إذ تلتهم كل شيء في الضحية (الشعر والأعضاء والعظام)، وهذا ما جعل المستوطنين الأوروبيين الأوائل يلقبونها بـ"الشياطين". لكن للقصة وجهاً آخر، هذه الحيوانات الغاضبة تعرضت للمعاناة مرتين، خلال القرن الـ19 عندما اعتُبرت خطراً على الماشية تمت ملاحقتها للقضاء عليها بواسطة كلاب "الدنغو" الأسترالية، لكن في عام 1941 صنفتها الحكومة الأسترالية نوعاً محمياً وبفضل ذلك ازدهرت أعدادها من جديد، لكن القدر لم يكن رحيماً بها إذ تعرضت مرة أخرى لخطر الانقراض ففي منتصف تسيعينات القرن الماضي هاجم "ورم الوجه الشيطاني" هذه الحيوانات وهو سرطان نادر ومعدٍ يتسبب في ظهور أورام كبيرة حول الفم والرأس تمنعها من تناول الطعام فتظل الشياطين المصابة تتضور جوعاً وتتألم حتى تفارق الحياة، نتيجة لذلك انخفضت أعدادها من 140 ألفاً الى نحو 20 ألفاً، وتم إدراجها ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة