قتل الملايين وحوّل آخرين لتماثيل بشرية. مرض النوم أو التهاب الدماغ النوامي، وباء غريب ظهر مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وعجز الأطباء عن فهم طبيعته، حيث ظنوا أن الأمر مرتبط بتأثير سلاح كيماوي استخدمه الألمان. وبعد أن حوّل هذا المرض حياة ملايين العائلات لجحيم، أجرى الطبيب النمساوي المختص في أمراض الأعصاب "قسطنطين فون إيكونومو" عملية تشريح على إحدى الضحايا، ليلاحظ انتفاخاً حاداً عند مستوى تحت المهاد التي تتحكم بالعديد من الوظائف بالدماغ البشري. وبعد 10 سنوات، اختفى مرض النوم بشكل تدريجي، وظلّ لغزاً حير الأطباء والباحثين على الرغم من ظهور بعض الاقتراحات التي ربطت بينه وبين نوع نادر من بكتيريا المكورة العقدية، وتحدثت عن قيام جهاز المناعة لدى المريض بمهاجمة أجزاء من الدماغ.