ساهم معنا

لماذا يستحمون ببول الأبقار؟

يشربون بول أبقارهم ويستحمون به، ما السبب؟ في أعماق جنوب السودان، تعيش واحدة من أكبر قبائله، قبيلة "المنداري" التي يبلغ عدد أفرادها نحو 70 ألف نسمة، يعتمد المنداري على زراعة الذرة الرفيعة وصيد الأسماك بالشباك والرماح، لكن الأبقار هي محور حياتهم فهي ليست مجرد مصدر غذاء أو دخل بل عملة ورمز للمكانة الاجتماعية، حتى في الزواج يقدم المهر على هيئة أبقار، وقد يصل مهر العروس الى 100 بقرة. تربي القبيلة نوعاً شهيراً من الماشية يُعرف بـ"أنكولي واتوسي" يتميز بقرونه الضخمة ويلقب بملوك الماشية، هذا النوع الهجين يجمع بين ماشية مصرية طويلة القرون وماشية زيبو الهندية، وتضم بعض القطعان ما يصل الى 850 رأساً من الأبقار، مما يفرض على المنداري التنقل المستمر بحثاً عن العلف خصوصاً في المناطق القاحلة، وفي نهاية موسم الجفاف يتجهون الى ضفاف نهر النيل حيث تبقى الأرض خصبة بما يكفي لإطعام مواشيهم. رغم طبيعتهم المسالمة والودودة، يحمل المنداري السلاح لحماية قطعانهم من اللصوص وليس بهدف الاعتداء، لكن ما يثير الدهشة أكثر هو علاقتهم الفريدة ببول أبقارهم، يجلس رجال القبيلة القرفصاء تحت تيارات البول لغسل أيديهم ووجوهم وأسنانهم ولتلوين شعرهم أيضاً، حيث يمنع حمض البوليك الشعر لوناً أحمر أو أصفر برتقالياً، بل إنهم يشربونه اعتقاداً منهم بأنه يمنحهم النقاء، كما يستخدم بول الأبقار كمسحوق لتدليك الماشية مرتين يومياً ويخلط مع الرماد لتلميع قرونها الضخمة والباهرة.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة