يعود أصل السوشي إلى دلتا نهر ميكونغ في جنوب شرق آسيا، حيث استخدم السكان منذ القرن الثالث الميلادي تقنيات تخمير الأرز والملح لحفظ السمك، دون نية استهلاك الأرز الذي كان يرمى بعد انتهاء عملية التخزين. انتقلت هذه الطريقة المعروفة باسم ناريزوشي، إلى الصين ثم اليابان في القرن الثامن الميلادي، حيث بدأ اليابانيون بتبنيها وتعديلها تدريجيًا، مما مهد الطريق لتحويلها من وسيلة حفظ إلى طبق يؤكل فيه السمك مع الأرز. في اليابان، شهد السوشي نقلة نوعية خلال القرن السادس عشر، عندما استبدل الملح بالخل في عملية تحضير الأرز، مما جعله جزءًا أساسياً من الطبق بدلاً من كونه مجرد أداة لحفظ الأسماك. هذا التغيير فتح الباب أمام تطوير أشكال جديدة من السوشي، كان أبرزها "نيغيري سوشي"، الذي ابتكره الشيف "هانايا يوهي" في طوكيو خلال القرن الـ 19، ليجمع بين السمك الطازج والأرز المتبل بطريقة فنية مبتكرة. تطور السوشي مع مرور الوقت من تقليد محلي إلى رمز من رموز المطبخ الياباني، ويعبر عن البساطة والدقة، ويتجاوز حدوده الثقافية ليصل إلى موائد العالم كطبق راق ومتنوع النكهات. رغم أن جذوره تمتد إلى جنوب شرق آسيا، فإن السوشي اكتسب هويته الكاملة في اليابان، التي صقلته وقدمته للعالم كأحد أبرز أطباقها التقليدية وأكثرها شهرة وانتشارا