الصندوق الأسود في الطائرات
في خمسينيات القرن العشرين شهد العالم عدة حوادث طيران غامضة، ولم يكن بالإمكان معرفة ما حدث داخل الطائرة قبل سقوطها، هذا النقص في المعلومات دفع الخبراء للبحث عن وسيلة تسجل ما يجري أثناء الرحلة. وفي العام 1953 ابتكر العالم الأسترالي "ديفيد وارن" أول نموذج للصندوق الأسود بعد وفاة والده في حادث طائرة، فكرته كانت تسجيل الأصوات والبيانات لمساعدة المحققين في فهم أسباب الكوارث الجوية، وتم تبني جهازه على نطاق واسع. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأت الدول تلزم شركات الطيران بتركيب الصندوق الأسود على جميع الطائرات التجارية كجزء من أنظمة السلامة، يتكون الجهاز من عدة أجزاء هي مسجل بيانات الرحلة الذي يسجل معلومات فنية مثل السرعة والارتفاع وزاوية الطيران وحالة المحركات، ومسجل صوت قمرة القيادة الذي يسجل محادثات الطيارين والأصوات داخل قمرة القيادة. يتحمل الجهاز الحرارة والضغط الشديدين، ويصدر إشارات تحت الماء لمدة 30 يوماً بعد الحادث. ورغم شهرته بالصندوق الأسود إلا أن لونه برتقالي فاقع ليسهل العثور عليه.