خلال العصور الوسطى اكتسب الزرنيخ سمعة سيئة كوسيلة قتل يصعب تعقبها، فهو عديم الرائحة والطعم، لذا أطلق عليه لقب "ملك السموم" أو "سم الملوك"، لاستخدامه المتكرر في حوادث اغتيال ضمن العائلات الملكية. واليوم بات الزرنيخ يلوث المياه في مناطق عدة حول العالم، حيث تسبب في حدوث أكبر تسمم جماعي بالتاريخ في بنغلادش، ففي بعض الآبار تجاوزت نسبة الزرنيخ 50 ميكروغراماً لكل لتر، بينما الحد الأقصى المسموح به حسب منظمة الصحة العالمية هو 10 ميكروغرامات لكل لتر، ويقدر أن آلاف القتلى يسقطون سنوياً في بنغلادش بسبب هذا التسمم. وتشير التقديرات عالمياً الى أن الملايين يتعرضون بشكل مزمن لمستويات متفاوتة من هذه المادة السامة، إذ تعد مياه الشرب المصدر الرئيس لتعرض الإنسان للزرنيخ، لكن المفاجأة أن غذاءً يتناوله البشر بكثرة يومياً يرفع من نسب تراكم الزرنيخ في جسم الإنسان وهو "الأرز"، فقد أظهرت دراسات شملت 223 نوعاً من الأرز ومنتجاته احتوائها على نسب مرتفعة من الزرنيخ ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة وفي مقدمتها السرطان.