شهد العالم منذ خمسينيات القرن الماضي نحو 490 انقلاباً، ما يقرب من نصفها في القارة السمراء وحدها. الباحث الأمريكي "جوناثان باول" يعزو ذلك الى أسباب عدة؛ أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة ونقص البرامج التنموية إذ يعيش نحو 55% من سكان إفريقيا تحت خط الفقر، من ضمن الأسباب أيضاً الممارسات السياسية للحكام الأفارقة الذين لا يحترمون في أكثر الأحيان المواثيق الديمقراطية ويلجؤون الى تمديد حكمهم لأكثر من ولاية.
تتمتع دول القارة السمراء بكثير من الثروات الطبيعية، ما جعلها من قديم محط أطماع الدول الكبرى المتصارعة التي تضيّق الخناق على الشعوب وتدفعها الى الاستياء، وإذا كان الاستعمار الغربي للقارة الإفريقية انتهى منذ نصف قرن فإن أثره ما يزال ممتداً في كثير من المناطق. ففرنسا أنهت احتلالها المباشر لدول غرب إفريقيا، لكنها عقدت اتفاقيات تضمن لها استمرار نهب ثروات تلك الدول دون أن تضطر الى دفع فاتورة استمرار احتلالها العسكري، وفي السنوات الأخيرة ظهر منافسون آخرون يسعون للقضاء على نفوذها مثل روسيا المتهمة بالتحريض على الانقلابات الأخيرة، والصين التي تتطلع لإثبات نفسها قوة عظمى في القارة السمراء عبر الدعم وتقديم القروض والاستثمارات، في حين شغلت أمريكا بمحاربة الإرهاب والهيمنة السياسية المحدودة.