أطلنتس .. القارة المفقودة
شغلت قارة "أطلنتس" المعروفة بالقارة الغارقة علماء العصور الوسطى عندما نقل الجغرافيون العرب قصتها الى أوروبا حيث ذكروا أنها تقع بالقرب من شواطئ الأندلس التي تطل على المحيط الأطلنطي.
يصف كل من أفلاطون وكريتياس "أطلنتس" بأنها كانت مستديرة يبلغ قطر دائرتها 15 ميلاً، ويحيط بها جدار مرتفع وتتوسطها هضبة مرتفعة دائرية يبلغ قطرها أربعة أميال يطلق عليها اسم القلعة يطلق عليها اسم القلعة، وكانت أسطح قبابها وأبراجها مكسوة بالفضة، وهو المعدن المميز لحضارة "أطلنتس". أما أفلاطون فقد وصف موقعها خلف أعمدة هرقل "جبل طارق" وقدّر مساحتها بـ600 ألف ميل مربع، كانت على شكل قلب، لذا أطلقوا عليها اسم "قلب السماء".
شهد هذا اللغز في العصر الحديث اهتمام الكثيرين من العلماء في شتى أنحاء العالم حتى وصل الأمر حدّ أن بعض الدول أقامت معاهد خاصة أطلقت عليها "معاهد الأطلنتولوجيا". في عام 1860 قام العالم والسياسي الأمريكي "أجناتيوس دونيللي" بمشاركة مجموعة من الباحثين بالبحث عن حقيقة وتاريخ القارة، وقد أصدر عام 1883 "موسوعة أطلنتس" الشهيرة التي تعتبر المرجع الرئيسي للباحثين عن هذه القارة المفقودة، لكن هل كانت هذه القارة موجودة بالفعل؟ بالرغم من ورود اسم القارة في الكثير من الحضارات القديمة المختلفة فقد ظل العلماء يبحثون عن إجابة حاسمة لهذا السؤال.
إن التفسير العلمي الذي توصل إليه العلماء يصف التطورات التي حدثت للقشرة الأرضية ونتج عنها نشأة المحيط الأطلنطي"نظرية انفصال القارات" التي أمكن عن طريقها إثبات أن القارات التي نعرفها كانت كتلة واحدة وانفصلت بالتدريج، وقد نشأ عن هذا الانفصال سلسلة من الجبال يطلق عليها "الجرف العظيم" الذي يمتد من وسط أفريقيا وينتهي في مواجهة جبل طارق، ويعتقد العلماء أن هذه المنطقة كانت هي بعينها "قارة أطلنتس".