عنف خارج عن السيطرة، أعمال قتل ونهب وحرق تطال المواطنين وحتى الشرطة، تجارة مخدرات واغتصاب نساء واختطاف أطفال، سيطرة شبه كاملة على القرى والمدن التي تعاني من فقر مدقع، إنها هاييتي جنة العصابات وجحيم الأهالي.
في عام 2021، اغتيل رئيس هاييتي "جوفينيل مويس" عن طريق مجموعة من المسلحين الذين وصلوا لعقر داره، ومنذ ذلك الحين والبلاد تعيش في فوضى عارمة. ففي الربع الأول فقط من عام 2023، قُتل ما مجموعه 531 شخصاً وجُرح 300 آخرون وخُطف نحو 277 شخصاً، في حوادث متصلة بالعصابات وقعت بشكل أساسي في العاصمة "بورت أوبرنس".
هاييتي دولة تقع في البحر الكاريبي، يقدر عدد سكانها 11.4 مليون شخص، وتعد أفقر دولة في القارة الأميركية. في العام الماضي فرّ حوالي 73500 شخص من هاييتي بعد تنامي عنف العصابات وسط الفقر المدقع، فيما يحتاج نحو 5.2 ملايين شخص أي ما يقرب من نصف سكان هاييتي الى مساعدات إنسانية. القتل والسرقة والنهب والمخدرات في كل شبر هناك، والكلمة فقط للعصابات المسلحة، تلك العصابات سيطرت على نحو 80% من العاصمة ولا وجود للدولة أو اي سلطة تستطيع مجابهة هؤلاء المرتزقة.
بعض سكان العاصمة هناك فاض بهم الكيل، فقرر الثأر والانتقام من هذه العصابات بعد أن ارتكبت جرائم قتل واغتصاب بحقهم، ومن يقع من أفرادها بين أيديهم يذق من كل أصناف العذاب.
التقارير حول هاييتي صادمة للغاية، بلد يعاني انعدام الأمان الذي وصل لأدنى مستوياته، وهي مستويات تضاهي ما يحدث في دول تشهد حروباً ونزاعات مسلحة، والدروس من التاريخ كثيرة، فأينما غابت السلطة عمت الفوضى وأصبح كل شيء مباحاً.