منذ أكثر من مليون سنة وفي عصر البلايستوسين، حدث انخفاض شديد في درجة الحرارة على وجه الأرض، وأخذ البرد يتزايد وزحفت كتل ضخمة من الجليد قادمة من سيبيريا وجونيلاند واجتاحت أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وبدا كل شيء وكان هناك شتاءاً طويلاً قاسيا استمر حوالي 100 ألف عام كان خلالها الجليد يتساقط بصفة مستمرة، وظل هذا الجليد يتكتل في شكل طبقات ضخمة فوق القارات مما جعل البحار والمحيطات تنخفض عن مستواها العادي بسبب حرمانها من الماء الذي كان يغذيها عن طريق الأمطار والأنهار واستمرت المياه في التبخر وفي تكوين السحب، لكن الأمطار لم تسقط أبداً حتى تكتمل الدورة الطبيعية.
إن الكثير من جبال الجليد القائمة حتى اليوم هي من بقايا العصر البلايستوسيني حيث كانت كمية الجليد التي تغطي سطح الأرض توازي ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة اليوم. وقد مرت الكرة الأرضية بعصرين جليديين قبل عصر البلايستوسين كان الجليد يغطي فيها المناطق الاستوائية، أما العصر الجليد الأول فقد كان منذ 600 مليون سنة، أما الآخر فقد حدث منذ 235 مليون سنة.
