عندما تغرب الشمس يستيقظ عالم جديد، يحين موعد تناول الطعام لدى البعض والتكاثر لآخرين، تحت ضوء القمر العديد من الحشرات وزهاء 70% من الثدييات تنشط ليلاً. في البيئات الحارة، فإن برودة الليل ونسمات الهواء العليل تقي الحيوانات الليلية من ارتفاع درجات الحرارة وفقدان السوائل. قبل ملايين السنين كانت الديناصورات من ذوات الدم البارد تبسط سيطرتها على العالم، ويصطاد العمالقة المفترسون في وضح النهار، لم يكن أمام الكثير من الكائنات خيار للنجاة سوى أن تعيش حياة ليلية، اكتسب سمات تطورية عززت الحواس لمساعدتها على البقاء والنشاط في جنح الظلام. بعض الحيوانات الليلية لديها سطح عاكس خلف شبكية العين يمكنها من استقبال المزيد من الضوء، وآخرين لديهم عيون كبيرة جداً تساعدهم على الرؤية. أما الآذان الكبيرة تساعد حيوانات الليل على سماع الفرائس أينما كانت، أما شوارب وشعر الحيوانات فهي وسيلة للتذوق واللمس. عليها إنجاز جميع المهام قبل بزوغ الفجر، وما إن يتسلل ضوء الشمس يحين موعد قسط من الراحة والنوم.
