هي ثورة سياسية أطاحت بالملكية في فرنسا، وأنشأت نظاما جمهوريا في البلاد، غيرت الثورة في فرنسا وجه أوروبا وربما أجزاء أخرى من العالم.
عام 1789 أدى إفلاس الخزينة الفرنسية بسبب حروب القرنين السابع عشر والثامن عشر وقصور النظام الضريبي وإسراف الملوك والبذخ الشديد الذي ميز حياتهم في فرساي وكذلك تدخل فرنسا في الثورة الاميركية لكسر شوكة غريمتها بريطانيا إلى دين عام عجزت الدولة عن الوفاء به.
وفي محاولة لتدارك الموقف وإدخال قوانين ضريبية جديدة في البلاد دعا لويس السادس عشر مجلس الطبقات، اجتمع المجلس بقصر الملك في فرساي يوم مايو 1789، لكن عددا كبيرا من صغار رجال الدين وقليل من النبلاء انضموا منذ البداية إلى صفوف نواب طبقة العامة.
طالب نواب الكتلة المعترضة على فرض ضرائب جديدة بإصلاحات سياسية واجتماعية جذرية لم تكن تقع ضمن صلاحيات المجلس، فلما استشعر المعترضون في أنفسهم قوة تحدوا الملك وأعلنوا أنفسهم جمعية وطنية في 20 يونيو ، وأقسموا ألا يرفعوا جلسات الجمعية الوطنية التي حظيت بدعم الشعب حتى يضعوا دستورا جديدا للبلاد، حيث عرف ذلك القسم باسم ميثاق ملعب التنس .
قبل الملك مطالب الجمعية لكن قراره طرد إصلاحي من الجمعية أثار موجة احتجاجات في صفوف الجماهير الغاضبة والمنتشية بانتصارها على الملك للمرة الاولى، قررت الجماهير الهجوم على سجن الباستيل يوم 14 تموز/يوليو.
أذعن الملك من جديد فأعاد ذلك الشخص للجمعية، لكن قادة الثورة قرروا استثمار انتصاراتهم السريعة كسر شوكة الملكية إلى الأبد فأنشؤوا مجلسا خاصا عرف بالكيمونة لحكم باريس، وأنشا الثوار قوات الحرس الوطني. في أغسطس ألغت الجمعية الوطنية جميع الامتيازات الاقطاعية.
هزائم الملكية لم تقف عند هذا الحد ففي 5 أكتوبر أرغمت الجماهير الهائجة الأسرة الملكية والجمعية الوطنية على ترك فرساي والقدوم إلى باريس حيث سلطة الثوار أقوى منها خارجها.
في عام 1790 وصل التحدي إلى أبواب الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا ففي ذلك العام قرر الثوار إرغام رجال الدين شركاء القصر في الحكم طوال قرون عديدة على أداء يمين الولاء للسلطة المدنية. أدى ذلك القرار إلى نفور المراكز الريفية المتدينة من الثورة.
في عام 1791 عمدت الجمعية الوطنية التي أطلقت على نفسها اسم الجمعية التأسيسية إلى وضع دستور جديد قيد صلاحيات الأسرة التنفيذية .
في 21 يونيو من ذلك العام قبض الثوار على الملك بينما كان يحاول الهرب للحاق بعدد من النبلاء الذين سبقوه إلى الخارج، أعيد الملك إلى باريس وأرغم على قبول الدستور الجديد.
تغلب الثوريون في الجمعية التشريعية، وبات شعار البلاد الحرية – المساواة – الإخاء، لكن ذلك الشعار أخفى في الحقيقة الكثير من الصراعات الدماء التي سالت قل أن يعود الاستقرار للبلاد من جديد.