ساهم معنا

الإمام أحمد بن حنبل .. رمز الثبات

الإمام أحمد بن حنبل الشيباني يعتبر من أعظم الشخصيات الإسلامية التي وقفت صامدة أمام الطغيان الفكري في محنة خلق القرآن، فقد تصدى لتحالف المعتزلة مع ملوك بني العباس في أزمة فكرية هزت الأمة الإسلامية، ليصبحرمزا للصمود أمام الظلم، ورائدا في التصدي للمفاهيم الغريبة عن الدين. ولد ونشأ الإمام أحمد في بغداد، عاصمة الحضارة الإسلامية، في بيئة قاسية حيث كانت السلطة العباسية تضطهد كل من يعارضها، ورفض التدخل في قضايا الدين التي تتجاوز النصوص الشرعية، متمسكًا بأصول الدين في مواجهة التحديات، رافضًا أي انحراف عن الحق. رغم قسوة التعذيب، صمد الإمام أحمد في وجه السلطة، رافضًا الانصياع أو تزييف الحقيقة. تمسك بالقرآن والسنة، ورفض التظاهر بما لا يؤمن به ثباته هذا أكسبه احتراما واسعا ومكانة عظيمة في قلوب المسلمين، باعتباره رمزا للصمود والحق. خلال محنة خلق القرآن، واجه الإمام أحمد بن حنبل أكبر صراع فكري بين المعتزلة، أهل العقل، والمحدثين، أتباع النص. دعم الخليفة المأمون المعتزلة وفرض القول بخلق القرآن، بينما رفض الإمام أحمد ذلك، مما عرضه للسجن والتعذيب الجسدي والنفسي الشديد. أصبح الإمام أحمد بن حنبل رمزا للمثابرة والتمسك بالحق في أوقات العسرة، وكان دائما في معركة فكرية ضد تطاولات المعتزلة وأفكارهم التي حاولت فرض نفسها على الأمة الإسلامية ودوره في حفظ عقيدة الأمة في تلك الفترة لا يزال محفورًا في ذاكرة التاريخ الإسلامي.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة