كارثة نهر الميسيسبي هو أخطر فيضان ضرب الولايات المتحدة. لم تشهد أميركا فيضاناً أشد ضراوة من ذلك الذي ضرب نهر الميسيسبي في عام 1927، حين بدأ المطر يهطل بغزارة غير معتادة فوق ولايات الجنوب الأميركي، شهر تلو شهر والأمطار لا تتوقف حتى خرج نهر الميسيسبي عن مجراه، جارّاً خلفه مشهداً كارثياً سيسجل كإحدى أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخ أميركا، فقد انهارت السدود وغمرت المياه أكثر من سبعين ألف كيلومتر مربع أي ما يعادل مساحة دولة كاملة، مئات من القرى دُمّرت ومدن بأكملها تحولت الى مستنقعات، وتجاوز عدد الضحايا خمسمائة قتيل. لكن المأساة الحقيقية تجلت في أكثر من ستمائة ألف شخص فقدوا منازلهم، أكثرهم من الفقراء والمزارعين والسود، تُركوا في العراء بلا مأوى ولا طعام. استغلت الحكومة الفيدرالية هذه الكارثة لفرض تغييرات ضخمة في إدارة الأنهار وبناء السدود، ولكن الثمن كان باهظاً، فبعض المناطق الفقيرة فُجرت عمداً لتخفيف الضغط عن مدن أكثر أهمية سياسياً، وصُنف هذا القرار كواحد من أكثر القرارات إثارة للجدل في تاريخ إدارة الكوارث بأميركا.