ساهم معنا

عبادة الفئران في الهند

في وقت تعاني فيه مدن كبيرة كباريس ونيويورك من آفة انتشار الفئران والجرذان وتبذل جهداً كبيراً للتخلص منها. يبدو أن الأمر مختلف تماماً في مدينة بيكانير بولاية "راجستان" شمال غربي الهند، فسكان هذه المدينة يقدسون الفئران ويعكفون في عبادتها وتقديم الطعام لأعداد كبيرة منها في معبد "كارني ماتا" الذي تم بناؤه خصيصاً لهذا القارض. المعبد يضم أكثر من 20 ألف جرذ وفأر تم إحضارها من المجاري والأزقة والمستنقعات لتحظى بالرعاية والاهتمام. السكان يقدمون قرابين للفئران فاكهة وطعاماً وحليباً وكل ما لذ وطاب. ليس هذا فحسب فالسكان بنوا أيضاً حواجز حول المعبد تحول بين الفئران المقدسة والقطط الجائعة التي تنتشر حولها. يؤمن أتباع هذه الديانة بأن الجرذان والفئران تجسد حي للآلهة "كارني ماتا" التي حمل المعبد اسمها وهي امرأة هندوسية عاشت في القرن الـ14 للميلاد وعبدها أتباعها وحظيت بالتبجيل على نطاق واسع في البلاد. القوارض هنا لها قدسية كبيرة لدى السكان، فكهنة المعبد يواظبون على تحذير الزوار عند السير داخله، وأي شخص يقتل فأراً بالخطأ يعاقب وفقاً لقوانين المعبد. لكن المفارقة العجيبة أنه وعلى بعد كيلومترات من هذه المدينة غرب الهند وبالضبط في مدينة آسام هذه الفئران والجرذان التي تُعبد كآلهة في بيكانير، تعتبر وجبة شهية لدى بعض سكان مدينة آسام، القرويون يشترون المئات من الفئران التي تم اصطيادها ثم يعرضونها للبيع بغرض الأكل في أسواق شعبية. القوارض والجرذان ارتبط اسمها على مدار التاريخ بكثير من الأمراض والأوبئة التي نقلتها الى البشر، وباء الطاعون كان واحداً منها، وقد تسبب بوفاة أكثر من 430 مليون شخص خلال القرن الـ14. ومن الفيروسات التي تنقلها القوارض للبشر أيضاً فيروس هانتا الذي يصيب الرئتين وهو من الفيروسات القاتلة التي لا يوجد لها علاج أو لقاح الى يومنا هذا، ويموت نتيجة الإصابة به حوالي 36 بالمئة من المصابين.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة