من اكتشف عقاقير جديدة للسرطان الى اختبار مكملات غذائية، يقف وراء الأبحاث العلمية التي تخرج سنوياً للنور، آلاف العلماء والباحثين. لكن ثمة بطل آخر لا نعرف الكثير عنه هو فأر التجارب الحيوان المفضل للباحثين، يشكل 95% من حيوانات المختبر التي تخضع للتجارب والاختبارات قبل السريرية. يستخدم سنوياً أكثر من 120 مليون فأر في التجارب العلمية حول العالم، لكن لماذا الفئران دون غيرها من الكائنات الحية؟
هذه الحيوانات الرائعة تتشابه في الجينات مع البشر، إذ يمتلك البشر والفئران 30 ألف جين وراثي، يشتركان في الكثير منها، ويتماثل الفئران والبشر في 90% من الجينات المرتبطة بالأمراض لكن ليس التشابة التشريحي والفسيولوجي هو السبب الوحيد في اختيار الفئران للتجارب العلمية، فهي قوارض صغيرة يسهل شراؤها دون تكلفة مادية كبيرة، سريعة التكيف مع بيئتها الجديدة في المختبر، تتميز أيضاً بدورة حياة قصيرة لا تتجاوز 3 سنوات، كما أنها تتكاثر بسرعة كبيرة ما يسهل على العلماء تتبع أجيال عديدة من الفئران خلال فترة زمنية وجيزة نسبياً.