قبل أن يصبح الكاكاو شراباً لذيذاً، ويمكن لجميع الناس تناوله في الصباح والمساء، كان قبل 300 سنة نوعاً من الترف، غالي الثمن، لا يمكن لغير الأغنياء وأصحاب الثروات الطائلة الحصول عليه. وكانت تجارة الشوكولا في فترة (1633 - 1703) حكراً على الإسبان، ينتجونه في مستعمراتهم بأميركا الاستوائية، بعد أن يحصلوا عليه من المهربين والقراصنة.
وللكاكاو شجرة شكلها جميل، غني عن التعريف، فهي صغيرة الحجم، لكن ارتفاعها قد يصل الى 7 متار، ذات أوراق مستطيلة، وأزهار قرمزية تنمو مباشرة من الجذع، وعندما تبلغ من العمر خمس سنوات تصبح معرّضة للإصابة بالأمراض أخطرها مرض انتفاخ الساق. والشجرة توجدة بكثرة في غرب أفريقيا وغانا، وفي شمال أميركا الجنوبية والوسطى وفي البرازيل، ولها ثمرة تشبه البيضة أو الليمونة الكبيرة، يميل لونها الى الأخضر ثم يتحوّل الى كستنائي حين تجف وتنضج.
والثمرة تحتوي على 30 الى 60 بذرة، مطمورة في لب ناصع البياض، غنية بالمواد الغذائية، وفيها أيضاً منبهات مثيرة، وكانت قبائل الأزتك والإسبان يحوّلونها الى مشروب ممزوج بالتوابل الحارة والفلفل. وكانت أساطير المايا وهنود الأزتك تعتبر شجرة الشوكولا أو الكاكاو شجرة مقدسة من أشجار الجنة.