تاريخ سويسرا المظلم .. عبودية الأطفال

سويسرا لم تكن قبل عقود كما هي اليوم، كانت دولة فقيرة تسوق سنوياً مئات الأطفال الى الأشغال الشاقة والعبودية .. فما القصة؟ طوال القرن الـ19 وحتى منتصف الـ20 عانت سويسرا من الفقر المدقع، باعت آلاف الأطفال في المزادات وأرغمتهم على العمل في المزارع والمنازل. لا توجد إحصائيات دقيقة للأطفال الذين خضعوا للعبودية، لكن تقريراً لبي بي سي وثّق بيع 30 ألف طفل لأسر حاضنة في سويسرا خلال عام واحد في الثلاثينيات. الدولة السويسرية تدخلت في مصير الأطفال بزعم رعايتهم، فكانت البلديات تأخذهم بسبب اليتم أو الفقر أو الإنجاب غير الشرعي ثم تبيعهم في مزادات علنية أو تسلمهم الى السلطات لتبدأ رحلة معاناتهم فتجبرهم على الأعمال المنزلية المرهقة، وتكبر مهامهم الشاقة كلما تقدموا في السن حتى ينتقلوا أخيراً الى العمل في المزارع. شعور العار كان يلاحق الأطفال الضحايا بسبب نظرة الازدراء إليهم والى عائلاتهم، وإطلاق ألقاب مهينة بحقهم كالطفل العبد والطفل الخادم. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، شهدت سويسرا ازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً، فبدأت تتخلى تدريجياً عن تشغيل الأطفال خاصة بعد دخول اللوائح الخاصة بالطفل حيز التنفيذ في 1978، ولم يبيض المحطة المشينة في تاريخ البلاد.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة